أين تقع جزيرة مالطا

أين تقع جزيرة مالطا

دولة جمهورية جزيرة مالطا هي واحدة من أجمل الجزر في البحر الأبيض المتوسط، وتشتهر بتاريخها العريق وطبيعتها الخلابة. تقع هذه الجزيرة الصغيرة في جنوب أوروبا، وتحديدًا في وسط البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها نقطة استراتيجية بين قارات أوروبا وأفريقيا وآسيا.

الموقع الجغرافي:

• تقع مالطا جنوب جزيرة صقلية الإيطالية، على بعد حوالي 80 كيلومترًا منها.

• تبعد عن السواحل الشمالية لأفريقيا (تونس وليبيا) مسافة تقارب 284 كيلومترًا.

• تتكون دولة مالطا من ثلاث جزر رئيسية هي: مالطا (أكبرها)، غوزو، وكومينو، بالإضافة إلى بعض الجزر الصغيرة غير المأهولة.

المساحة والسكان:

• تبلغ مساحة جزيرة مالطا حوالي 246 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أصغر الدول في العالم من حيث المساحة.

• يبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليون نسمة، ويعيش معظمهم في العاصمة فاليتا أو في المدن المحيطة بها.

المناخ:

• تتمتع مالطا بمناخ متوسطي معتدل، حيث تكون الصيف حارة وجافة، والشتاء معتدل وممطر.

• تعتبر مالطا وجهة سياحية شعبية على مدار العام بسبب طقسها اللطيف وشواطئها الجميلة.

أهمية مالطا التاريخية:

• بسبب موقعها الاستراتيجي، لعبت مالطا دورًا مهمًا عبر التاريخ، حيث تعاقبت عليها حضارات متعددة مثل الفينيقيين، الرومان، العرب، وفرسان الإسبتارية.

• تشتهر الجزيرة بمعالمها التاريخية، مثل معابد ميجاليثيك القديمة ومدينة فاليتا العتيقة، التي تُعد من مواقع التراث العالمي لليونسكو.

اللغة والثقافة:

• اللغتان الرسميتان في مالطا هما المالطية والإنجليزية.

• الثقافة المالطية مزيج فريد من التأثيرات الأوروبية والأفريقية، مما يجعلها غنية بالتقاليد والفنون.

العرب في مالطا

لعبت الحضارة العربية دورًا مهمًا في تاريخ جزيرة مالطا، حيث تركت تأثيرات واضحة على الثقافة واللغة وحتى العمارة في الجزيرة. إليك نظرة عامة عن تاريخ العرب في مالطا وتأثيرهم:

---

وصول العرب إلى مالطا:

• وصل العرب إلى مالطا في القرن التاسع الميلادي (حوالي عام 870 م)، وذلك خلال فترة توسع الدولة الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط.

• كانت الجزيرة تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية قبل وصول العرب، الذين استولوا عليها بعد حصار قصير.

---

فترة الحكم العربي:

• حكم العرب مالطا لمدة حوالي 220 عامًا (من 870 م إلى 1091 م).

• خلال هذه الفترة، تم إدخال العديد من التغييرات إلى الجزيرة، بما في ذلك:

  • اللغة العربية: أصبحت اللغة العربية اللغة السائدة في مالطا، وتطورت لاحقًا إلى اللغة المالطية الحديثة، التي لا تزال تحتفظ بجزء كبير من مفرداتها العربية.

  • الزراعة: أدخل العرب تقنيات زراعية جديدة، مثل نظام الري المتطور، مما ساعد في تحسين الإنتاج الزراعي.

  • العمارة: تأثرت العمارة في مالطا بالطراز العربي، حيث تم بناء القلاع والمنازل بأسلوب إسلامي مميز.

---

نهاية الحكم العربي:

• انتهى الحكم العربي لمالطا في عام 1091 م، عندما استولى النورمان (تحت قيادة روجر الأول) على الجزيرة.

• على الرغم من انتهاء الحكم العربي، استمرت التأثيرات العربية في مالطا، خاصة في اللغة والثقافة.

---

التأثيرات العربية على مالطا الحديثة:

1. اللغة المالطية:

   • اللغة المالطية هي لغة سامية مشتقة من اللهجة العربية الصقلية، مع تأثيرات إيطالية وإنجليزية.

   • حوالي 40% من مفردات اللغة المالطية ذات أصل عربي، مثل:

     • "مَرْسَا" (مرسى) بمعنى ميناء.

     • "سَكَّر" (سكر) بمعنى أغلق.

     • "كَتَب" (كتب) بمعنى كتب.

2. الأسماء والألقاب:

   • لا تزال بعض الأسماء والألقاب العربية مستخدمة في مالطا، مثل:

     • "فاروق" (Farrugia).

     • "سعيد" (Said).

3. الثقافة والعادات:

   • تأثرت بعض العادات المالطية بالثقافة العربية، خاصة في المطبخ والفنون الشعبية.

---

مالطا والعالم العربي اليوم:

• تحتفظ مالطا بعلاقات دبلوماسية واقتصادية جيدة مع العديد من الدول العربية.

• تُعتبر مالطا وجهة سياحية شعبية للسياح العرب، خاصة من دول الخليج، بسبب طقسها الجميل وتاريخها المشترك.

---

باختصار، ترك العرب إرثًا ثقافيًا ولغويًا واضحًا في مالطا، مما يجعل الجزيرة واحدة من أكثر الدول الأوروبية تأثرًا بالحضارة العربية. هذا المزيج الفريد بين الثقافة العربية والأوروبية هو ما يجعل مالطا مكانًا مميزًا ومثيرًا للاهتمام.

---

جزيرة مالطا هي جوهرة البحر الأبيض المتوسط، تجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة مثالية للسياح والمهتمين بالثقافة والاسترخاء.